بين الأمس القريب
من ذاكرتي
أيقضني حنيني إلى كُتبي المتراصة
أمامي كـ ذاك الحُب
المفترس بجذوري
المتنامي بداخلي
الذي كبر وينع
فلم أجد نفسي ألا بقرب مكتبتي اْنفض
منها غبار تلك اللحظات وأنا أحمل كتاباً
يسبقني الشوق إلية
ولا اعلم لما فحملتهُ
وأصبحت اْقلب صفحاتهِ
مسرعا وكأنني أود الوصول إلى فهرسته
قبل أن أقراء مقدمته
فتسقط ورقة أمامي
بحجم كف يدي تأكل بعضها بعضاً
وكأنها تحدثني بسنين عمري
وتلك الحروف
المتفرقة بالسطور
فلم اْستطع ألا قراءة تلك الحروف
الثلاث التي تعتلي أول السط
وكعب الورقة
فآآآآآه من بساطة تلك الحروف
وتلك الذاكرة المحتجزة
بينها أنت
نعم أنت من أوقدتي
ناراً لم أكن اْعلم أنها
ستؤجج ذاك الركن الهادئ من قلبي
عندما اْرتشفت نظرتي الأولى
من بؤبؤ عينيك
وكأنها كادت أن تخبرني بأنني أنا ملك تلك العينين
وحارسها فلا اْحتمل أن يراها أحدا غيري
حتى الهواء الذي يرافقها وأهدابها التي تحميها
فلا أريد أن تناظر ويُنظر إليها سواي
حتى رضيعاَ مازال يستسقي من صدر أمهِ
فكيف بمن آمرو بالصلاة وضربوا عليها
وهم يتسابقون بحقائبهم
وكتبهم لتعلميهم
تلاوة القران
وحروف الهجاء
وحساب المثلثات
يسرقون مني أجمل لحظات الدفء
وحنين الغروب
وحديث الشوق بتلك السويعات من يومي
فهي لحظة هروب يوم وقدوم آخر
فلا أريد شمساَ أن تغرب
وأنتِ لست معي
فتمنيت حينها أن أعود طفلا معهم
حاملاَ حقيبته
وذاهباَ إليكِ فافرغ جميع
ما تحتويهِ و أبعثرها أمامكِ لـ تبدئي معي أنا أولاً
وإنا أراقبكِ وأتعجب لـ هدؤوك
كيف تعيدي ترتيبها من جديد
وعندها اْفتح كراسة رسمي لـ اْريكِ الوردة التي
رسمتها وتلك الطائرة الورقية التي تحلق
بعيداِ كقلبي
وتأخذينها وتضعيها بحجركِ
وأنت ترددين
تلك الحروف
وأنا صامتاَ مستمعاَ
ويدي تتابع الكلمات فوق
السطور وعندها تمسكي إصبعي
وترجعيهِ لموضع الحروف
وأنا بين ملمس يدكِ
وتمتمت شفتيكِ فاعلاَ ما تفعلين
فـ أضم النون
كما تضمين وأمد الياء والإلف
واصمت السكون
وأنا غارقاَ في بحر إعرابك
فتناديني حبيبي
فأسرع بعد الأرقام
وأنت تكرري
جمع عددين زوجيين
فـ أجيبك واحد عندها تضحكين
واْكرر ذالك لـ أثير ضحكاتك
فأتوه بينهما
وعندها تطلبين مني الأبتعاد
ليأتي أحدا غيري
عندها أمارس غضبي
فلا احد يقترب منك سواي
فأبرد مراسمي وأكسرهُ عنوةً
لـ تشاهديني
وأنا أكتب أسم المدينة
التي سأهرب
إليها معكِ فتسأليني
عن موقعها فأشير إلى
قارة أخرى لـ أغضبكِ
نعم تغضبي وأغضبي
ودعي الدماء تسقي
وجنتيك فتصبح وردة حمراء
يبللها الندى
فأثيرك لـ تغضبي أكثر
وتأخذي يدي لتضربيها
وأنا أتلذذ حينها وأنتشي
بأن حبيبتي أمسكت يداي
بحنانها المتدفق
من قلبها لـ تقبلها فأعلم أنني مهما أسئت التصرف
سأبقى حبيبك فدعي يدكِ تبرد
النار بداخلي
كما بردة شمس المغيب
وآذنت بالرحيل
ليأذن رحيلي
فأعود حاملاَ قلبي بيدي
وتاركاَ روحي
ساكنة بقلبكِ
فليتكِ تنظرين إلى
بردُ قلبي فقد بردهُ حُبكِ
وليتكِ تنظرين الآن
إلى هذه الورقة
المصفرة بين يدي
وأنا أقرائها وكل شيء
عالقاً بذهني وقلبي يتدلى بخيط منكِ
فقد أعدتها لـ مكانها
لـ تنعم بالذكرى والدفء
كما اْنعم أنا بحبك
الذي كان بين أنت
والسطور
فهل ستبقي متأرجحة
بين كبرياء رجل وقلب طفل
فاْنا مازلت بين تلك الساعة اْنتظر
أن تطوي الأوراق وتأتي