هدية الخيانة

سلام اليوم جبت اليكم من موقع الاديبة خولة القزويني رواية اسمها((هدية الخيانة))



قبل فترة أهدتني الأديبة الشابة/ جمانة أنور الجمري من مملكة البحرين باكورة مؤلفاتها وبطباعة بسيطة وعرض شفاف دل على طراوة قلمها وغضاضة مشاعرها وكتبت لي في إهدائها الجميل أرق الكلمات وأحر العواطف وأنبل ما يجيش به قلمها الطري وبشرتني بمولودها الأدبي الذي احتضنته بحب وحنان لأني أعلم أنه يعني الشيء الكثير للأديب والنزف الحقيقي الذي رشح ذروة أحاسيسه لحظة تجلي الإبداع.

(الرواية) تدور حول فكرة (الخيانة) وهي فكرة مطاطة قد تكون لها معايير مختلفة عند الناس حسب ثقافاتهم وعقائدهم الفكرية (فرغد) الفتاة التي أحبت ابن خالها (سهيل) المتزوج من (نرجس) وصراعها النفسي والغيرة النهّاشة حينما تجد من تحبه في معية أخرى رغم أنه يحبها منذ الطفولة. فلما تزوج غيرها وهي كانت ملء يديه خصوصاً وأن عمته سامية تخصه بمحبة استثنائية وظل (سهيل) يعاني زواجاً فاشلاً واضطراباً نفسياً دفيناً فزوجته نرجس لا ينسجم معها ورغد تعيش الحب المستحيل فقررت العودة مع أبيها (سعيد) وأمها سامية إلى (ماليزيا) حيث كانا يعيشان هناك. وتعيش رغد حياة بائسة وشقية إذ تكتشف أمها خيانة أبيها وزواجه من أخرى سراً أنجب منها ولداً في الثالثة من عمره فقد فجرت الخلافات الزوجية الحقيقية وعرفت أمها السر مما سبب لها صدمة حتى توفاها الله وغياب الأب وذهابه للعيش مع الزوجة الثانية ووحدة رغد حيث بعثت لعمها في البرازيل كي يأتي ليصطحبها معه إلى هناك ولتكمل دراستها الجامعية ويتألم سهيل لفراق محبوبته. وحاول أن يقنعها كي تعدل عن الرحيل لكنها مصرّة على ذلك. ربما في رحيلها تنسى حبها المستحيل وقد أسرّها (سهيل) أنه تزوج (نرجس) التي فسخت خطوبتها من خطيبها السابق بناءاً على طلب عمته سامية بعد أن اكتشف أنه (عقيم) ولم يرغب في أن يرتبط بها كي لا يحرمها نعمة الإنجاب.

وهكذا ترحل رغد لتعيش مع عمها القاسي (عماد) في البرازيل والذي يضربها أحياناً وبمرور الأشهر يكتشف (سهيل) أن زوجته التي تزوجها قبل شهور (حامل) فيصعق فيواجهها ويتصارحان فتقول له أنها حامل من خطيبها السابق الذي توفى في حادث وهي لا زالت تحبه ولم تستطع أن تحب زوجها الحالي (سهيل) فينفصلان لكنه ظل يتابع صحتها ويوفر لها الرعاية حتى تلد بينما تصل رسالة من (رغد) إلى سهيل تصف فيه معاناتها في الوحدة والغربة وقسوة عمها وهو يجبرها على الزواج من أحد أصدقائه، فيسافر (سهيل) إلى البرازيل لينقذ ابنة عمته ثم تلتقي رغد بعد ذلك بأبيها سعيد الراقد في المشفى والذي يعبر لها عن ألمه وحزنه بعد وفاة أمها ويدفع ثمن خيانته لها قائلاً في سخرية "هذه هي هدية خيانتي لأمك!".

بعد ذلك يتزوج سهيل من رغد وتتآلف الروابط وتتقبل نرجس صداقة رغد التي ما انفكت تباشرها حتى تلد في شهرها الثامن لكن الولادة متعسرة، فتتوفى نرجس ويعيش الصبي الذي يلحق بسهيل في كنف أسرة حميمة تضم رغد وأبيها سعيد وسهيل ويعرف سهيل بعد إجراء الفحوصات اللازمة أنه منجب فيرزق بذرية من رغد ويعيشان في أمن وسلام وصفاء.

كانت هذه أحداث الرواية وهي من النوع الكلاسيكي المباشر البسيط وأعتقد أنها انطلاقة جيدة وبداية مشرقة تكشف عن موهبة أدبية جيدة عبر التجربة المكثفة أن تُصقل بشكل أفضل فالكاتبة تمكنت من حبك الأحداث وربطها المتسلسل دون أن تنفرط منها الحلقات وهذه نقطة إيجابية تُحسب لكاتب الرواية خصوصاً وهو في بداية الطريق. لكن لغة الكاتبة جاءت مفتعلة في بعض المواقف إذ كان واضحاً أنها تحاول أن تُعطي لها زخماً بلاغياً وعاطفياً لتكون أكثر تأثيراً في المتلقي وهذا في ظني يشرخ حاسة التلقي الانسيابية للقارئ وأنا أقدر أنها البدايات التي وسمت أغلب الأدباء والكتاب وهم بصدد كتابة إصدارهم الأول. وتحتاج الكاتبة صياغة تراكيب الجمل بترابط أكثر وبعبارات مناسبة ناهيك عن قواعد اللغة والإملاء التي في ظني هي أشياء قابلة للتحسين مع مرور العمر ونضج التجربة.

و(فكرة الرواية) وهو الأهم في اعتقادي والذي قد يغفر للكاتب ضعفه الفني والأدبي أحياناً يمكن أن يعطي ثقلاً معنوياً للرواية أو القصة ففكرة (الخيانة) وفقاً للمعايير الشرعيةأأو

هي تختلف عنها في المفهوم العلماني إذ أن زواج الرجل الثاني لا يعتبر خيانة فالشرع يجوز له الزواج من أربعة نساء بينما العرف الاجتماعي ونتيجة التأثر بالثقافة الغربية المصدرة عبر الأفلام والمسلسلات تصّور أن علاقة الرجل بغير زوجته يعتبر خيانة.

ففي النهاية أحترم هذه التجربة الشجاعة لشابة صغيرة وضعت قدميها على أول الطريق وأشد على قلمها المبدع كي يستمر ويحاول ويقدم الأفضل والأجود وكل ما فيه هدف نبيل يصلح الناس ويضيء دربهم فالقلم ليس ملكاً لصاحبه يخربش فيه كيفما يشاء إنه ملك للناس وللعالم وصوت الصحوة الذي يوقظهم من سبات.

فشكراً للعزيزة جمانة على هديتها الرائعة التي أتحفت مكتبتي بلونها البكر وأسلوبها العذب.

انتظر الردووود

مع تحياتي :بنوتة

مشكووووورة حبيبتي موضوع قمة الروعة

شكراا حبيبتي على الموضوع

الى الامام

مشكورة اختي بنوتة عالرواية الحلوة..

واشكر: بت خالتي الاديبة الشابة :جمانة الجمري على المجهود الا بذلته فتأليف هذ الرواية..
تحياتي :المشرفهـ الوعد